أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نعمل ابتغاء وجه الكريم وأن نريد الدارالآخرة بهذه الأعمال الصالحة فقال عز وجل: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(200-201) سورة البقرة.ومن الناس من يريد بعمله ثواب الدنيا ولا يرجو ما عند الله وقد قال الله تعالى:{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ} (18) سورة الإسراء.
والنية يا عبادالله محط نظرالله من العبدوالعباد يبعثون على نياتهم فالنيةهي نواة الصلاح وبذرة القبول وأعمال العبادمرهونة بصلاح النواياوحظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح وله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره وصلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النيةولأهمية النية وجلالة قدرهاكان الناس فيها أصنافاً صنف يبتغي بعمله ونيته وجه الله والدار الآخرة ولا رغبة له في شيء من الدنيا فهذا أكرم الأصناف وأشرفها وصنف يبتغي بعمله ونيته الدنيا من كل وجه ولا يريد وجه الله، فهذا أخس الأصناف وأرداها وليس له في الآخرة من نصيب ولا خلاق وصنف يبتغي وجه الله وثواب الدار الآخرة بالقصد الأول، وهو مع ذلك يطلب ثواب الدنيا فهذا لا شيء عليه لكنه دون الأول في الثواب كما قال العلماء.وقد يقول بعض الناس إن الأعمال الصالحة لها ثواب معجل في الدنياكبِرِّ الوالدين مثلاً فكيف تكون النية؟
نقول:تكون النية بإرادة وجه الله والدار الآخرة واللهُ من كرمه يعجل للبارِّمن ثواب عمله في الدنيا كبرِّ أولاده به وصحة ورزقاً ونحوذلك وهكذاقد يقول قائل إن الاستغفار له في الدنيا فوائد فنحن إذا استغفرنا ماذا ننوي؟ وقد قال الله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (10-12) سورة نوح، فهذا ثواب الاستغفار المعجل في الدنيا: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} (10-11) سورة نوح فهل نحن إذا استغفرنا نقصد هذا وننوي باستغفارنا أن يحصل لنا هذا؟ الجواب: إذا قصدنا هذا فقط فليس لنا إلا هو قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} (200) سورة البقرة لكن إذا قصد الإنسان بالاستغفار وجه الله والدار الآخرة أي ينوي أن تغفر ذنوبه فإنه سيحصل له من كرم الله حسنات في الدنيا تبعاً فعلى العبد أن ينوي بعمله وجه الله وأما الآخر فسيحصل له تبعاً.
ولما أراد نوح عليه السلام أن يذكر قومه الكفرة بتوحيد الله والتوبة إليه والاستغفارذكرهم بأن هذه الحسنة الأخروية لها منافع دنيويةوهؤلاء الكفار يجتذبون بأن للتوحيد وللتوبة والاستغفار فوائد معجلة في الدنيا إذا فعلوا ذلك فتتألف قلوبهم بهذا لكن المسلم إذا قصد وجه الله بالاستغفار فإن مما يحصل تبعاً لذلك أن يرزق به فهو عندما يستغفر لا يقصد الدنيا بل يقصد الآخرة، وغفران الذنوب، والأجر من الله، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، لكن يحصل له تبعاً هذه التي ذكرها الله عز وجل دون أن يقصدها استقلالاً أو ابتداءً
وهذا هو معقد الأمر الذي يخفى على كثير من الناس ولذلك تراهم يقصدون أشياء من الدين يعملونها لأجل الدنيا فإذا مرض أحدهم أو مرض له ولد قال: ((داووا مرضاكم بالصدقة)) فيدفع الصدقة للشفاء لأجل الآخرة وهذا ليس له في الآخرة من نصيب لأن كل النية والدافع للعمل هو الشفاء وهو شيء دنيوي لكن لو تصدق ابتغاء وجه الله والثواب من الله في الآخرة ورغبة في الجنة والمغفرة فإنه سيحصل له تبعاً شفاء في الدنيا ولا يحتاج الإنسان أن ينويه ليحصل لأن الله كريم يعطي عبده في الدنيا مقدمات ولذلك فإن بعض الأعمال إذا أُشركت الدنيا في نيتها مع الآخرة فإما أن ينقص من الأجر أو يسقط.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا