من ديوان ستبقى عناويني كلها انتِ
هُنَا
لأَنَّني لا أَملُكُ إِلا هُنَا يَا سَيِّدَتِي
أَعرِفتِي الآنَ لِمَاذَا هُنَا يَا سَيِّدَتِي
كَسيرَاً جئتُكِ رَغَمَ رَفضُكِ لي
وَ إِنَكِ يَومَاً لَمْ تُحِبِّيني أو تَكوني حَبيبَتِي
فَمَا أَفعَلُ إِنْ كَانَتْ كُلُّ الوجُوهِ لا تَعرِفُنِي
مَاذَا أَفعَلُ إِنْ كُنتُ لا أَعرِفُ إِلا دَربَ قَاتِلَتِي
دَربُكِ أَنتِ...
غَريبٌ أَنَا لا أَملُكُ عُنواناً بَينَ يَدي
إِلا عُنوانَ الطَّريقِ إِلى مَقبَرَتِي
عُنوانُكِ أَنتِ...
غَريبَةٌ هِي الدّنيَا يَا سَيِّدَتِي
فَأَنَا الآنَ أَرَى دُموعَاً بِعينَيكِ
وَ تُشفِقينَ عَلَى مَأسَاتِي
الوَحيدَةُ مِن بَينِ كُلِّ النَّاسِ وَ كُلِّ العُيونِ
تَحنينَ وَ تُشفِقينَ عَلَى حَالِي أَنتِ
فَلا تَضحَكينَ لِي وَ تَمسَحينَ بِكفّيكِ وَجهي
مَلعونٌ أَنَا فَاحذَرِي أَنْ تُصيبُكِ لَعنَتِي
مَلعونٌ يَوم أَحبَبتُكِ فَضَاعَ هُنَا عُمُري
وَ الآنَ أَنَا مَا جِئتُكِ لِتُشفِقينَ عَلَى حَاضِري وَ دَمعَتِي
مَا جِئتُكِ إِلا طَالِباً أَنْ
تُنهي شَيئاً بَدأتِهِ
أَنْ تَدفِنيني وَ تُنهي حُزنِي وَ آهاتِي
هُنَا...
وَ الآنَ هُنَا بِرَغمِ أَنَّ هُنَا قُتِلتُ وَ غُدِرتُ
وَ سَأُدفَنُ هُنَا ..
إِلا هُنَا أَعرِفُ رَاحَتِي وَ سَكينَتِي
إِلا هُنَا...
رَغمَ أَنَّ هُنَا سَقَطَتْ أَوّلُ دُموعِي
وَ عَرِفتُ الحُزنَ وَ الآه هُنَا..
أَودُّ هُنَا أَنْ أُنهي حِكَايَتِي
وَ كَمَا بَدأتُهَا بِاسمِكِ سأُنهيهَا بِاسمِكِ
وَ سَأُغرِقُ سُفُني وَ أُمَزِّقُ بِاسمِكِ أَشرِعَتِي
لِمَاذَا تَبكينَ؟ لِمَاذَا الآنَ تَقولينَ حَبيبي؟
أَقدَري تُرَى أَنْ لا تُحبيني إِلا بَعدَ مَوتِي؟
مَجبورٌ أَنَا حِينَ أَحببتُكِ وَ مَا اختَرتُ بِدايَتي
فَامنَحيني عَطفَكِ لأَختارَ نِهايَتِي
لِمَاذَا هُنَا...
أَوَّل مَا قُلتهِ لِي وَ كَأَنَّكِ
تُعاتبينَ عَلَى رَحيلي..
أَليس مُضحِكاً إِذَنْ مَا سَألتِي...؟
لا..لا تَستَغرِبِي أَنَّني وَ بَعدَ مَوتِي لَمْ أَزَلْ
مُحتَفِظاً بِكامِلِ سُخريَّتِي وَ سَخَافَتِي
فَمَن غَيرَ سُخريَّةِ أَقدَارِي حَطَّمَتنِي
فَكيفَ أَترُكُ ثَأري؟
فَلا.. لا تُخبرِيني فَأَنتِ تَعرِفِيني أَكرَهُ دَائِماً
آخِرَ الفُرَصِِ
أَخِيارٌ إِذَنْ بَينَ حَياتِي وَ مَوتِي ..؟
لا تَبكينَ أَلا تَسمَعينِي..
رَغمَ أَنَّني مَقتولٌ بَينَ يَديكِ
تُريدينَ أَنْ تُحمِّليني ذَنبَكِ
كَي تُثقِلي عُنُقِي
أَشكُرُكِ عَلَى حُسنِ قَتلِي وَ حُسنِ تَعذيبِي
وَ شُكرَاً أَنَّكِ لَمْ تَرفُضي تَحقيقَ أُمنيَتِي
وَ إِنْ كُنتِ لَمْ تَمنَحيني للحَيَاةِ قُبلَةً
فَامنَحيني قُبلَةَ المَوتِ اطبَعيهَا عَلَى شَفَتِي
وَ خُذِي بِالمُقابِلِ كُلِّي خُذِيني كُلِّي وَ خُذِي
أَيضاً أَقلامِي وَ سُطُورِي وَ كُلَّ كُتُبِي
لَكِنْ لا تُسيئِي الظَنََّ بِي لا تَظلِمينِي
لَستُ نَذلاً أَنَا وَ لَستُ انتَقِمُ مِنكِ
أَنتِ أَنَا...
وَ هَلْ لِي أَنْ انتَقِمُ لِنفسي مِنِّي..؟
أُحِبُّكِ وَ لا أَرفُضُ لأَنَّكِ يَومَا قَدْ رَفَضتِي
فَأَنتِ تَعرِفينَ رَغمَ غَدركِ كَانَتْ فَرحَتِي
أَنْ تَكوني سَعيدةً وَ لا زِلتُ
لِتَضحَكي أَمنَحُ ضِحكَتِي
وَ الآنَ أَوَّلُ مَا رَأيتِ وَجهي بَكَيتِ
وَ لَوْ بَقيتُ أَدري أَنْ سَوفَ تَبقينَ بَاكِيَةً
عَلَى بَقَايَا مِنِّي تُسمَّى جُثَّتِي
فَحِينَها أَموتُ مَعَ كُلِّ دَمعَةٍ أَلفَ مَرَّةٍ
وَ يَستَبِدُّ عَذَابِي
فَلا تَعترِضِي هَذِهِ سَاعَتِي
خَسِرتُكِ وَ كُنتِ كُلَّ خَسَارَاتِي
فَكُونِي الآنَ يَا حَبيبَتِي...
أَجمَلَ وَ أَحلَى وَ آخِرَ خَسَارَاتِي
تحياتي لكم حبايب