أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
المساومة سلاح يستخدمه الأهل.. فينقلب ضدهم! ** "إذا أعطيتني الشوكولا، فسوف أوضب ألعابي"، عبارة مثلها الكثير، يستخدمها طفلك للحصول على ما يريد.
إنّه أسلوب المساومة، الذي لا يتأخر الآباء، كما الأبناء، عن اللجوء إليه، عندما تدعو الحاجة، وقد يتفوق فيه الأطفال بأشواط عن أهاليهم في ابتداع أساليبه.
لكن، كيف يتعلم الصغير هذا السلوك، ومن أين يكتسب مهاراته، ومتى؟ وما تأثيره في شخصيته؟ المعالجة النفسية نادين لحود تضيء أكثر على الموضوع.
بداية، تعرّف لحود المساومة بأنّها ميل إلى السيطرة على شخص آخر بالحيلة والخداع، أي بمعنى آخر إستغلاله لتحقيق رغباته.
- ومتى يبدأ الطفل بممارسة هذا السلوك؟
في الحقيقة، عند بلوغه الشهر الخامس من عمره، يستفيد بشكل واسع من تطوّره على مستوى التواصل، فيكتشف مبدأ السببية "إذا فعلت ذلك، فسوف تكون النتيجة على هذا النحو"، فيتعلم البكاء، ويراقب ما إذا كان أحدهم قادماً، ويكرر ذلك عند اللزوم.
- لكن بعد ذلك، يلجأ الوالدان إلى هذا الأسلوب كي ينفذ الطفل ما يريدان؟
نعم، كثيراً ما يستخدم الأبوان عبارات، مثل "إذا لم تبكِ عند الطبيب فسوف يعطيك البونبون"، أو "إذا لم تأكل وجبتك فسوف تُحرم من التحلية"، وغيرهما من الوعود الاشتراطية.
وهذا النوع من التعامل غالباً ما يؤدِّي إلى النتيجة المطلوبة، ولاسيما عندما يبدأ الصغير في مرحلة "اللا" التي توتر الوالدين وتدخلهما في لعبة الانصياع والمكافأة أو التهديد، أي بالمساومة.
لكن الطفل لا يلبث أن يبرع في هذه "اللعبة"، ويشرع باستخدام هذا الأسلوب **لاح ضد والديه، فهو يبرمج باكراً تصرفاته تبعاً لسلوك الأهل، الذين لاشكّ في أنّ هذه الطريقة تضر بسلطتهم التي تتوقف على المكافأة.
- وما هي مساوئ اتّباعه على الطفل؟
هذا المنحى يؤثر في تطوّره. واللجوء المستمر إلى المساومة يمكن أن يهز من ثقته بنفسه ويُشعره بأنّه غير قادر على مواجهة بعض المواقف. فإذا لم يُسمح له بالاختيار، فلن يدرك أنّه يمكنه النجاح. وهذا الأسلوب يرحمه من الاستمتاع بأي إنجاز يحققه هو بنفسه.
- كيف كيف يمكن تفادي المساومة مع الطفل؟
الحوار الصريح هو الأكثر فعالية لعلاقة سليمة معه. وفي هذه الحالة:
* على الأُم أن تطرح عليه البدائل بصورة واضحة، لا تلجأ لا إلى الترهيب ولا الترغيب، حيث يمكن أن ينفعا إذا لم تشرح له ما يبرر ما تريده منه. فالطفل حتى في مراحل نموه الأولى، يفكر بطريقة منطقية.
* الحيل مثل "إذا أنهيت غداءك فسوف نذهب إلى الحديقة"، من الأفضل تجنبها كلياً. ويُستحسن أن يكون هناك منطق ليفهمه، وليس مساومة بدون أي رسالة تربوية،
كالقول مثلاً: "إنّك تتزود بالقوة (الطعام) وعندها تستطيع الذهاب إلى الحديقة أو تبقى تلعب بهدوء في المنزل".
فالمسألة ليست نوعاً من القصاص، بل يجب أن تشرح له والدته أنّه إذا لم يأكل فلن تكون لديه الطاقة الكافية كي يمارس هواياته ونشاطاته المحببة.
* بعد أن تقدم إليه "لائحة" بإمكانك حل المشكلة، عليها أن تحترم قدراته على الإختيار، بحسب الطروحات التي عرضتها عليه. وهكذا، يقرر بنفسه ماذا يريد تحت سلطة الأهل الضرورية، ورعايتهم.
* من الضروري أن يتمسك الأبوان بما قالاه.
إذا تغيّرت القاعدة بشكل مستمر، فلن يكون للطفل أي مرجعية، ولن ينشأ في جو من الأمان. فما هو ممنوع اليوم، يجب أن يبقى كذلك دائماً.
* الإطراء هو إحدى الوسائل النافعة للتعليم: هنّئيه عندما ينجز ما طلبت منه. فالحافز الأهم بالنسبة إلى الطفل، هو شعوره بالمتعة التي تولّدها قدرته على إنجاز مهمةٍ طلبتها منه.