أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ذات صباح من ايام الصيف هذا العام تفاجات بوجودهما في حينا متي انتقلا ؟؟؟ ومن هما ؟؟؟ لا ادري ولكن كان بهما شيئا غريبا مما دفع فضولي الزائد الي مراقبتهما وكانهما يريدان لفت انتباه الجميع اليهما بالرغم من تكتمهما الواضح فقد كانا لايفترقان ابدا فاينما ظهرت هي تجده هو ايضا وكانا يتبادلان الغزل في جميع الاوقات دون استحياء ان يراهما احد وكانهما يسرقان من الوقت كل ساعاته وايامه مما دفعني لسؤال الجيران عنهما وكان الرد غريبا ايضا : لا احد يعرف عنهما الكثير سوي انهما يحبان بعضهما منذ نعومة اظافرهما وتربيا معا ولا يفترقان ابدا فتنهدت طويلا وشردت ببالي معهما كثيرا هل يوجد في مثل هذه الدنيا مثل هؤلاء ووجدت ان باقي الجيران اصبحوا يجتمعون في ساعة العصاري ليتبادلوا الحديث عنهما ايضا وهما يحتسون كوب الشاي المقدس فكانت ربات البيوت تري فيهن حب الشباب الذي مضي وضاعت ايامه في غلاء الاسعار وكثرة الاولاد ومشاكلهم وكان الرجال يرون في هذا الشاب عنفوان الصبا وروعته اما العجائز فكانوا دائما ينتقدونهم (لانه لا يصح اظهار كل هذه المشاعر امام الناس هكذا دون استحياء او خجل )) وكذلك جلسات السمر بالمساء من الشرفات بيني وبين صديقتي المقربة كانت عنهما وكيف انهما لا يضيعان اي ثانية دون ان يتغازلا فيها وكان فصل الصيف هذا العام شديد الحرارة ومع ذلك فهما كانا يزدادان حيوية وشبابا وكانهما يمتلكان (( إكثير الشباب )) فكلما سطعت الشمس تجدهما وكانهما يستمدان منها شبابهما وجمالهما وقوتهما بعكسنا جميعا فكنا دائما نحتمي منها ومن شدة حرارتها ومع اي نسمة في ساعة الغروب تجدهما يتبادلا حديث حبهما معا وهما يتمايلان مع هذه النسمة وكانهما يرقصان معا اجمل الرقصات علي اعذب الالحان وسافرت مثل معظم الجيران الي احدي المدن الساحلية بحثا عن نسمة هواء لطيفة بعيدا عن خنقة القاهرة وحرارتها التي تزداد وكأن الشمس لا تسطع سوي علي القاهرة ولا تغرب عنها ابدا ولكن من عادة العائلة عندنا السفر في اواخر الصيف بحجة ان الشواطئ بتكون هادئة دون النظر الي ان الجو بدا مرحلة الخريف يعني الجو بارد وفي احد هذة الايام كنت علي الشاطئ استمع لاغنية (( طاير يا هوي طاير ع المينا ))للكبير محمد رشدي وعنها تذكرت جيراني الشباب وكيف حالهما الان فدفعني الفضول لاتصل بصديقتي الانتيم لاسال عنهما وخاصة اني عرفت انهما لن يغادرا القاهرة للتصييف مثل باقي الجيران وجاءت المكالمة كالصاعقة :: فبعد السؤال عن الصحة وهارجع للزحمة امتي ؟؟؟ سالتها كيف حال جيراننا الشباب؟؟ فتغيرت بنرة صوتها لتجئ حزينة جدا وقالت انه من الواضح ان الفتاة مرضت فجاة لان لونها اصبح شاحبا وقاطعت انا كلا مها باني: راجعه علي القاهرة حالا.... وفعلا عدت لاجد تلك الفتاة الجميلة النضرة قد تحول لونها الي الشحوب الغريب مع ان جسدها لا يشتكي من اي علة فحاولت ان اقترب منه لاساله ان كان يحتاج الي اي مساعدة ولكنه كان هائما فلم يسمعني ولم يعر كلامي اي اهتمام وكانه كان يتوقع حدوث ما هو فيه واخذت ازيد من ساعات مراقبتهما اكثر واكثر فما وجدت غير انها بدات تذبل ويشحب لونها اكثر واكثر وذات صباح عندما اخذت اطل عليهما من شرفة غرفتي صرخت ما هذا ؟؟؟ لقد شحب هو الاخر واخذ في الذبول كيف هذا وقد كان شابا بالامس يمتلأ حيوية وكانه قرر انه لن يبقي علي حيويته دونها وفسرت انا ذلك : علي انه يحثها علي الشفاء لاجله ؟؟؟ ولكن في مغيب هذا اليوم فارقت تلك الشابة الحياة مودعة توأم صباها وشبابها فبكيت كثيرا علي حال هذه النيا والتي ظننا بها الدوام ولكن
(( سبحان الباقي الذي لا يموت ... سبحان الله ))
واخذت اراقبه هو ايضا الان وقد بات وحيدا لا يهتم بحاله وبمرضه الذي اشتد عليه حتي صار لونه اصفر شديدا واذا به وكانه قرر انهاء حياته هو ايضا حيث لا معني لوجوده دونها تسقط ورقته هو ايضا عن الغصن الذي كان يضمهما معا نعم الغصن فهما كانا ورقتا شجرة مزروعة امام بيتي