أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن أيفع بن عبد الكلاعي قال : لما قَدِمَ خراجُ العراقِ إلى عمرَ - رضي الله عنه - خرج عمر ومولى له، فجعل يعُدُّ الإِبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله - تعالى - ويقول مولاه : هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر: كذبت ليس هذا هو؛ الذي يقول الله -تعالى-{قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[5]
ولقد صدق عمر فلم يغره ما فتح الله على المسلمين من خيرات وما أسقط في أيديهم من أراض، وما أغدق عليهم من شتى بقاع الأرض حتى دانت لهم الدنيا، لقد علم ذلك علم اليقين؛ فهو الذي رافق الرسول من أول البعثة، وقاسى معه ومع المسلمين الأوائل التعذيب على يد المشركين، فصبروا جميعا، وثبتوا على ما جاءهم من الحق، ولسان حالهم يقول: { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتَ اَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[6] ولم يكن جواب الله تعالى لهم إلا أن قال: { فَئَاتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الاَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[7]
فهان بذلك على عمر بن الخطاب كل نعيم، واستشعر قيمة القرآن الذي لولاه ما كان على ما هو كائن عليه اليوم، لا هو ولا أصحابه أبدا.
ولنا أن نمثل لطالب القرآن وطالب المال؛ هل يستويان مثلاً، لا ورب الكعبة لا يستوي من خير بين المال والقرآن فاختار المال، فالمال وإن كثر يفنى ويبلى، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب[8]، المال وإن كان نافعا، ما أمكنه أن يؤلف بين القلوب قال تعالى:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوَ اَنفَقْتَ مَا فِي الاَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمُ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[9]، وما أمكن أن يبدل دين إنسان من الكفر إلى الإيمان، وما أمكن أن يشفي القلوب من أدوائها، بل كثيرا ما يزيد على القلوب أدواء، فهو مصدر التكبر، ومصدر الطغيان وغيرهما،
و القرآن شفاء لما في الصدور، ومؤلف بين القلوب، وهادٍ إلى الصراط المستقيم
فللعاقل أن يتعظ وللمذنب أن يتوب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نقلا عن ملتقى أهل التفسير بتصرف بقلم: بافلح عبدالوهاب[/size]