عشق الليالي
نجم حبيبي الوحيد لهذا اليوم15[لمشاهدة الرئيسية]
الصورة الرمزية تفاصيل العضوية تكريم العضو الملاحظات
البيانات
سبب أختيار نجم أو نجمة اليوم في حبيبي الوحيد
بطاقه شكر وتقدير للعظو ابن النيل عطاء مميز ,, كما الغيث الطيب
بيانات اضافية

( فالياتنا )  
 
 
{ ❆مَرَكزْ تحِميِل عشق الليالي ❆ ) ~
 

أهلا وسهلا بك إلىملتقى خميس الصياد.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
  • تذكرني؟
  • َ




    ملتقى خميس الصياد :: °¨¨™¤¦ النفحات الايمانيه ¦¤™¨¨° :: ¤¦ السيره النبويه ¦¤

    كاتب الموضوع خميس الصياد مشاهدة صفحة طباعة الموضوع| أرسل هذا الموضوع إلى صديق| الاشتراكانشر الموضوع
    المشاركة رقم تم النشر فى :02 - 10 - 2024
    .AWARDS
    اصدقاء المنتدئ
    اصدقاء المنتدئ
    الترحيب
    وسام الكاتب المميز
    SMS ~ [+]
    وسآم سطوع مشرق  / نقاط: 0

    خميس الصياد

    مؤسس الموقع



    .البيانات
    ♛لونك المفضل» : smawe
    عضويتي » عضويتي » : 0
    جيت فيذا » : 16/07/2010
    مشآركآتي » مشآركآتي » : 3229
    نقآطي » نقآطي » : 33875
    حاليآ في » حاليآ في » : a7lamnaa.com
    التقييم » التقييم » : 15
    آلعمر » آلعمر » : 64
    جنسي » جنسي » : ذكر
    دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه » : مصر
    هوآياتي » هوآياتي » : الرسم
    آلمهنه » آلمهنه » : مبرمج
    GMT + 12 Hoursموضوع: زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا
    تم النشر فى :02 - 10 - 2024


    زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا
    زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا 171759861007291






    يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو يخطب الناس بمصر: ((ما أبعدَ هَديكم من هديِ نبيكم صلى الله عليه وسلم! أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها))[1]، ويقول النعمان بن بشير رضي الله عنه: ((ألستم في طعام وشراب ما شئتم - أي: ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط؟ - لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل - رديء التمر - ما يملأ به بطنه))[2
    وزهد النبي صلى الله عليه وسلم وثيق الصلة بكرمه وكثرة إنفاقه؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يأخذ من الدنيا إلا ما يقيم أَوَدَهُ، لا يجاوز حدَّ الكفاف، وكان صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يدعو ربه فيقول: ((اللهم اجعل رزقَ آل محمد قوتًا))[3]؛ وهو ما يسد الرَّمَق.
    ويحكي ابن عباس موقفًا يلخِّص فيه زهد النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أُحُد - وهو جبل على مشارف المدينة - فقال: والذي نفس محمد بيده - وهذا قسم بالله الذي يملك قبض النفوس، ومنها نفس النبي صلى الله عليه وسلم، وكثيرًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم به - ما يسرني أن أُحُدًا يحوَّل - أي: ينقلب بحجارته وما فيه - لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت أَدَعُ منه دينارين، إلا دينارين أعدهما لدَين إن كان - يعني: دينارًا يدخره، ويجعله لسداد دين عليه - فمات، وما ترك دينارًا ولا درهمًا - بل أنفق كل ما أفاء الله عليه في سبيل الله وعلى فقراء المسلمين - ولا عبدًا ولا وليدةً - أي: لم يترك عبيدًا كان يملكهم في حياته رجالًا ولا نساءً؛ فكل من ملكهم أعتقهم في حياته - وترك درعه - التي يحتمي بها في الحرب - مرهونةً عند يهودي على ثلاثين صاعًا من شعير، أخذها رزقًا لعياله - أي: ترك درعه مرهونةً نظير قدر من الشعير أخذه لإطعام أهله، والصاع يزن ما بين 2.04 و3.5 كيلوجرامًا بالموازين الحديثة))[4].
    نومه صلى الله عليه وسلم على الحصير حتى أثَّر في جنبه:
    فعن ابن عباس، قال: ((دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير - يعني نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير[5] - قد أثَّر في جنبه - أي: كانت أعواد الحصير وخيوطه مؤثرةً في جنبه صلى الله عليه وسلم، وكان الحصير يُنسَج من ورق النخيل - فقال: يا رسول الله، لو اتخذت فراشًا أوثَرَ - أي: أنْعَم - مِن هذا؟ فقال: يا عمر، ما لي وللدنيا؟ وما للدنيا ولي؟ والذي نفسي بيده، ما مَثَلِي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف - أي: يوم حار - فاستظل تحت شجرة ساعةً من نهار، ثم راح وتركها))[6].
    وفي رواية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، فدخلت عليه، فأدْنَى عليه إزاره، وليس عليه غيره[7]، وإذا هو مضطجع على رمال حصير - المراد أنه كأن السرير قد نسج وجهه بالسَّعَفِ، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير - ليس بينه وبينه فراش - كان الحائل بين الجسد الشريف وبين الحصير الإزار فقط - متكئ على وسادة من أَدمٍ - مخدة من الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ - حشوُها ليف، فسلمت عليه، ثم رفعت بصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قَرَظًا - ورق شجر يدبغ به الجلود - في ناحية الغرفة، وإذا أَفِيقٌ - هو الجلد الذي لم يتم دباغه - معلق، ورأيت أثر الحصير في جنبه، فبكيت، فقال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى، وهم لا يعبدون الله، في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله وصفوته، وهذه خزانتك، فاستوى جالسًا ثم قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: قال: فإنه كذاك))[8].
    حبال السرير تؤثر بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجَنْبَيه:
    عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: ((لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حُنَين - يعني من غزوة حنين، وحنين: وادٍ بين مكة والطائف يبعد عن مكة 26 كم تقريبًا - بعث أبا عامر - هو عم أبي موسى الأشعري - على جيش - أي: أميرًا عليهم - إلى أوطاس - وادٍ قريب من وادي حنين - فلقِيَ دُرَيد بن الصِّمَّة، فقُتل دريد وهزم الله أصحابه، فقال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر - أي: إلى من التجأ إلى أوطاس - قال: فرُمِيَ أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جُشَمٍ بسهم، فأثبته في ركبته - أي: أصابه السهم في ركبته - فانتهيت إليه فقلت: يا عمِّ مَن رماك؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي، تراه ذلك الذي رماني - أي: أشار أبو عامر إلى شخص، وقال لأبي موسى: إنه هو هذا الذي رماني، وأعتقد أنه هو الذي قتلني - قال أبو موسى: فقصدت له فاعتمدته فلحقته - أي وكان يمشي الهوينى، غير خائف، لبعده عن الميدان - فلما رآني ولَّى عني ذاهبًا، فاتبعته - سرت في أثره - وجعلت أقول له: ألَا تستحيي؛ أي: من هروبك مني؟ ألستَ عربيًّا؟ - والعربي غير جبان لا يجري - ألَا تثبت؟ - فتقاتل كالرجال - فكفَّ - عن الجري، ووقف للقتال - فالتقيت أنا وهو - يضرب كل منا الآخر - فاختلفنا أنا وهو ضربتين - ضرب كل منهما الآخر ضربةً - فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: إن الله قد قتل صاحبك، قال: فانزع هذا السهم - من ركبتي، وكان السهم ثابتًا فيها، يسد السائل والدم - فنزعته فنزا منه الماء - أي: نزل الدم السائل من الجرح، وجرى ولم ينقطع؛ فعلم أبو عامر رضي الله عنه أنه ميت؛ فأوصى أبا موسى - فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقْرِئه مني السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي، قال: واستعملني أبو عامر على الناس - أي أعطاه الراية، واستخلفه قائدًا على العسكر، فنصره الله - ومكث يسيرًا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه، وهو في بيت على سرير مُرْمَلٍ - أي: معمول بالرمال، وهي حبال الحصر التي تضفر بها الأَسِرَّة - وعليه فراش - قيل: الصواب "ما عليه فراش" فسقطت "ما"[9] - وقد أثَّر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه، فأخبرته بخبرنا - أي: بخبر الجيش والنصر - وخبر أبي عامر - من إصابته بالسهم، ووصيته عند موته - وقلت له: قال: قل له: يستغفر لي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فتوضأ منه، ثم رفع يديه، ثم قال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، حتى رأيت بياض إبطيه - وذلك من شدة رفعه صلى الله عليه وسلم ليديه - ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس - أي: في المرتبة والدرجة - فقلت: ولي، يا رسول الله فاستغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لعبدالله بن قيس - اسم أبي موسى- ذنبَه، وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا - أي: مكانًا كريمًا وحسنًا - قال أبو بردة: إحداهما - أي: إحدى الدعوتين - لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى))[10].
    بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها إلا الماء:
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه، ((أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني مجهود - أي أصابني الجهد؛ وهو المشقة والحاجة، وسوء العيش والجوع - فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضيف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار يُقال له أبو طلحة فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله - إلى منزله - فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل عندك شيء؛ أي: من الطعام؟ فقالت: ما عندنا إلا قوتُ صبياني، فقال: فعلِّليهم بشيء - أي: ألهيهم بشيء من اللهو يشغلهم عن طلب الطعام - فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم - أي: عجلي بنومهم حتى لا يدركهم الجوع، وطلب الطعام - وهيِّئي طعامك - أي: أعدِّيه على الهيئة التي ستقدم للضيف - وأصبحي سراجك - أي: أوقديه أو نوِّريه - فإذا دخل ضيفنا أصبحي السراج، وأريه أنَّا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه، ونطوي بطوننا الليلة - أي: نجمعها فإذا جاع الرجل انطوى جلد بطنه - قال: فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، قال: فقعدوا وأكل الضيف، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يُريانه أنهما يأكلان، فباتا طاوِيَينِ - أي: جائعَينِ من غير عشاء - فلما أصبح غدا - أي: ذهب - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة - المراد بالعجب من الله الرضا - فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]))[11].
    بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها طعام؛ فيخرج بحثًا عما يأكله:
    فعن أبي هريرة، قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم - أو ليلة - في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحد - أي: ليس من عادته صلى الله عليه وسلم الخروج والظهور في ذلك الوقت - فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا، والذي نفسي بيده، لَأخرجني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلًا كثير النخل والشاء - أي الغنم، وذلك مظنة أن يطعمهم ويسد جوعهم - فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء - أي: يأتي بماء عذب، وهو الطيب الذي لا ملوحة فيه - ولم يكن له خدم، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقِربة يزعَبُها - أي: يحملها بمشقة - فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم - أي: يسلم عليه ويضمه إليه ويعانقه؛ وذلك من حبه الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم - ويفديه بأبيه وأمه - أي: يقول له: فداك أبي وأمي - ثم انطلق بهم إلى حديقته - أي: أرضه وبستانه - فبسط لهم بساطًا - أي: فرشًا ليجلسوا عليه - فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني، ثم انطلق إلى نخلة، فجاءهم بعَذْقٍ - هي الغصن من النخل - فيه بُسْرٌ وتمر ورطب - المرتبة لثمرة النخل: أولها طلع، ثم خِلال، ثم بلح، ثم بُسْر، ثم رطب - فوضعه، فقال: كلوا من هذه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا تنقيت لنا من رطبه؟ أي: الذي طاب واستوى، فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا من رطبه وبسره - وهو التمر قبل إرطابه - فأكلوا، وشربوا من ذلك الماء - أي: الماء العذب الذي قد جاء به أبو الهيثم - وانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعامًا وأخذ المدية - أي: السكين - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك، والحلوب، لا تذبحنَّ ذات در- أي لبن - فذبح لهم عَناقًا أو جَدْيًا - العناق: الأنثى من أولاد المعز والجدي ذَكَرُها - فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسْأَلون عنه يوم القيامة، ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم[12]، فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر قِبَل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله، أئنَّا لَمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: نعم، إلا من ثلاث: خِرْقة كفَّ بها الرجل عورته - أي: سترها بها كالسراويل - أو كِسْرة - أي: قطعة من الخبز - سد بها جوعته، أو جُحْر يتدخل فيه من الحر والقَرِّ؛ حجرة تقيه الحر والبرد الشديد))[13].
    بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها إلا القليل من الطعام:
    عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت لعروة: ((ابن أختي - أي: يا ابن أختي ...كانت أم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله عنها - إنْ كنا لَننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدتْ في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار - المعنى: أنهم كانوا يظلون شهرين متتابعين لا يطبخ في بيتهم شيء - إلا أن نُؤتَى باللُّحَيم - تصغير اللحم، مشعر بأن ما يُؤتَى إلى أمهات المؤمنين لم يكن كثيرًا - فقلت يا خالة: ما كان يعيشكم؟ - أي: فما هو الذي كنتم تعيشون به في ظل هذه الشدة والضيق؟ - قالت: الأسودان: التمر والماء - سُمِّيا بالأسودين؛ تغليًبا للون التمر، وكان أغلب تمر المدينة أسودَ - إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران صدق من الأنصار - قيل: هم سعد بن عبادة، وعبدالله بن عمرو بن حرام، وأبو أيوب خالد بن زيد، وسعد بن زرارة، وغيرهم رضي الله عنه - كانت لهم منائح - هي الشاة أو الناقة التي فيها لبن، أو التي تُعطَى للغير؛ ليحلبها وينتفع بلبنها ثم يردها على صاحبها - وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم، فيَسْقِيناه - أي فيسقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اللبن الذي أرسلوه له -والله ما كنا نرى سمراءكم هذه - السمراء: الحنطة التي تأتي من القمح - ولا ندري ما هي - وهذا تأكيد منها رضي الله عنها على معنى الحاجة التي كان عليها أهل المدينة - وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النِّمار؛ يعني برد الأعراب، والبرد: كساء يلتحف به، والأعراب جمع أعرابي، وهو الذي يسكن الصحراء من العرب))[14].
    رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالقليل من العيش في الدنيا:
    عن طلحة بن نافع، أنه سمع جابر بن عبدالله، يقول: ((كنت جالسًا في ظل داري، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليَّ، فلما رأيته وثبت إليه، فجعلت أمشي خلفه، فقال: ادْنُ، فدنوت منه، فأخذ بيدي، فانطلقنا حتى أتى بعض حُجَر نسائه - أم سلمة، أو زينب بنت جحش - فدخل ثم أذن لي، فدخلت وعليها الحجاب، فقال: هل من غداء؟ فقالوا: نعم، فأُتيَ بثلاثة أقرصة - القُرْصة: خبزة صغيرة مبسوطة مدورة - فوضعن على نَبْيٍ - مائدة من خوص - فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصًا، فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر، فوضعه بين يدي، ثم أخذ الثالث، فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه، ونصفه بين يدي، ثم قال: هل عندكم من أُدْم؟ - الأدم: هو ما يؤكل مع الخبز مما يطيب، كالمرق، والسمن، والعسل، والزيت، وغيرها من المائعات - قالوا: لا، إلا شيء من خلٍّ، قال: هاتوه - أي: أحضروا الخل الذي عندكم - فنِعْمَ الأُدم هو، فأتَوه به، فجعل يأكل به، ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل، قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال طلحة (الراوي عن جابر): ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر))[15].
    حثه صلى الله عليه وسلم ابنته على التخفُّف من الدنيا:
    عن عبدالله بن عمر؛ ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بيت فاطمة رضي الله عنها، فوجد على بابها سترًا - ما أُسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر - فلم يدخل، قال: وقلما كان يدخل - بيوت أزواجه - إلا بدأ بها - أي: بفاطمة قبل أزواجه، أي: إذا جاء من السفر - فجاء علي رضي الله عنه، فرآها مهتمةً - أي: ذات هم وقلق - فقال: ما لكِ؟ - أي: لِمَ أنتِ في هذا الهم والقلق؟ وما سببه؟ - قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ - أي: إلى بيتي - فلم يدخل - ورجع، وما أدري ما سبب رجوعه وامتناعه من الدخول؟ - فأتاه علي رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها، قال: إني رأيت على بابها سترًا مَوْشِيًّا - الْمَوْشِيُّ المخطط بألوان شتى، وكراهية ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الزهد - فقال: ما لي وللدنيا؟ - أي: كيف أكون في مكان وزهرة الدنيا فيه؟ - وما أنا والرَّقْمُ؟ - أي: المرقوم، وهو الستر الموشي المخطط بألوان - فذهب إلى فاطمة، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأمرني فيه بما شاء، قال: قُلْ لها: فلترسل به إلى بني فلان، أهل بيت بهم حاجة))[16].
    حثه صلى الله عليه وسلم أصحابه على التخفُّف من الدنيا:
    عن أبي عبدالرحمن الحبلي، يقول: ((إن جابر بن عبدالله الأنصاري برك - أي: جلس - به بعير - البعير: ما صلح للركوب والحمل من الجمال، وذلك إذا استكمل أربع سنوات، يطلق على الجمل والناقة - قد أزحف به - أي: جعله السفر عاجزًا عن المشي، كأن أمرها أفضى إلى الزحف - فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما لك يا جابر؟ فأخبره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البعير، ثم قال: اركب يا جابر، فقال: يا رسول الله، إنه لا يقوم، فقال له: اركب، فركب جابر البعير، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعير برجله، فوثب البعير وثبةً، لولا أن جابرًا تعلق بالبعير لسقط من فوقه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر: تقدَّم - من القدوم - يا جابر الآن على أهلك إن شاء الله تعالى، تجدهم قد يسَّروا – هيَّؤوا - لك كذا وكذا، حتى ذكر الفرش - أي: ذكر أنهم هيؤوا لك الفراش، ثم ذكر بطريق الاستطراد - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فراش للرجل - أي: لا ينبغي للإنسان أن يتخذ من الفرش فوق ثلاث، وهذا إذا لم يكن له ولد أو خادم، ولا ينبغي الزيادة على قدر الحاجة - وفراش لامرأته، والثالث للضيف - إن جاء، وهذا من باب إكرام الضيف والقيام بحقه - والرابع للشيطان[17]))[18].
    [1]. رواه أحمد (17773، 17زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا Icon24)، وابن حبان (6379) وغيرهما، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.
    [2]. رواه مسلم (2977)، وغيره.
    [3]. رواه مسلم (1055)، وغيره، وقال ابن بطال: فيه دليل على فضل الكفاف وأخذ البلغة من الدنيا والزهد فيما فوق ذلك؛ رغبةً في توفر نعيم الآخرة، وإيثارًا لما يبقى على ما يفنى، فينبغي أن تقتدي به أمته في ذلك، وقال القرطبي: معنى الحديث أنه طلب الكفاف فإن القوت ما يقوت البدن، ويكف عن الحاجة، وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغنى والفقر جميعًا والله أعلم؛ [فتح الباري (11/ 293)].
    [4]. رواه أحمد (2109، 2724، 2743)، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح.
    [5]. وهذا ما نصت عليه رواية الترمذي (2377) من رواية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
    [6]. رواه أحمد (2744)، وابن حبان (6352) وغيرهما، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح.
    [7]. فيه أن مجالسة الرجل لغيره وإن كان ممن يختص به، بخلاف جلوسه وحده من التحفظ والتستر، لِما تدعو إليه الضرورة من كشف جسده؛ لأن ذلك من المروءة والسمت؛ [إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/ 46)].
    [8]. رواه البخاري (2336، 4895)، ومسلم (1479، 1084)، وغيرهما، واللفظ منهما جميعًا، وانظر عمدة القاري (13/ 18، 19).
    [9]. وتعقبه الحافظ ابن حجر، بأنه يلزم من كونه رقد على غير فراش - كما في قصة عمر - ألَّا يكون على سريره دائمًا فراش؛ ا.ه. وفي هذا التعقيب نظر؛ لأن من أنكر عبارة "عليه فراش" وصوبها بعبارة "ما عليه فراش" لم يقصد مشابهة هذه الحالة بحالة لقاء عمر رضي الله عنه، في قصة اعتزال الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه، وإنما قصد أن تأثير السرير المرمل في الظهر والجنبين، إنما يناسبه ألَّا يكون بينه وبين الرمال فراش؛ إذ لو كان هناك فراش ما أثر غالبًا، والهدف إظهار تأثير رمال السرير، وعبارة "عليه فراش" تصبح مناقضةً للمطلوب، والعبارة المناسبة "ما عليه فراش"؛ [فتح المنعم (9/ 525)].
    [10]. رواه البخاري (4323) ومسلم (2498)، وغيرهما، وانظر في شرحه: فتح المنعم (9/ 524-526)، والكوكب الوهاج (24/ 123- 127).
    [11]. رواه البخاري (3798، 4889)، ومسلم (2054)، وأبو يعلى (6168)، واللفظ منهم جميعًا، وانظر في شرحه عمدة القاري (19/ 228).
    [12]. قال النووي: أما السؤال عن هذا النعيم، فقال القاضي عياض: المراد السؤال عن القيام بحق شكره، والذي نعتقده أن السؤال هنا، سؤال تعداد النعم، وإعلام بالامتنان بها، وإظهار الكرامة بإسباغها، لا سؤال توبيخ وتقريع ومحاسبة والله أعلم؛ [شرح النووي (13/ 214)].
    [13]. رواه مسلم (2038)، والترمذي (2369)، عن أبي هريرة، وأحمد (20زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا 67Cool عن أبي عسيب مولى النبي صلى الله عليه وسلم، واللفظ منهم جميعًا، وانظر في شرحه تحفة الأحوذي (7 / 30).
    [14]. رواه البخاري (2زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا 1447، 6458، 6459)، ومسلم (2972)، وأحمد (8653، 24زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا 144زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا 9991)، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: حديث صحيح، والمثبت هنا من مجموع تلك الروايات، وانظر فتح الباري (5/ 199)، والكوكب الوهاج (26/ 378).
    [15]. رواه مسلم (2052)، وأحمد (15058، 15293) وغيرهما، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، واللفظ المثبت هنا منهما جمعًا، وانظر شرح النووي (14/ 6، 7)، والبحر المحيط (34/ 386).
    [16]. القصة روى طرفًا منها البخاري (2613)، وأبو داود (4149) بسند صحيح، كما قال الألباني في صحيح سنن أبي داود (4149)، وأحمد (4727)، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين، والقصة هنا من مجموع تلك الروايات، وانظر في شرحه بذل المجهود (12/ 174، 175).
    [17]. قال العلماء: معناه: أن ما زاد على الحاجة، فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم، وكل مذموم يُضاف إلى الشيطان؛ لأنه يرتضيه ويوسوس به ويحسنه ويساعد عليه، وقيل: إنه على ظاهره، وأنه إذا كان لغير حاجة، كان للشيطان عليه مبيت ومقيل، كما أنه يحصل له المبيت بالبيت الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه، عند دخوله عشاءً، وأما تعديد الفراش للزوج والزوجة، فلا بأس به؛ لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش عند المرض ونحوه وغير ذلك؛ [شرح مسلم للنووي (14/ 59، 60)].
    [18]. رواه أحمد (14124)، وقال شعيب الأرنؤوط ومحققو المسند: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر حاشية السندي على المسند (7/ 454) والفتح الرباني (22/ 53)، وأخرج قصة الفرش منه مسلم (2084) وأبو داود (4142) وغيرهما.









    مدونتي خميس الصياد





    التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

    الــرد الســـريـع
    ..


    مواضيع ذات صلةالرئيسيهمواضيع جديدهمواضيع لم يتم الرد عليها


    الاعضاء الدين شاركوا في الموضوع




    تعليمات المشاركة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة


    زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا Collap31
    أعلي 10 إحصائيات
    أكثر الأقسام شعبيةأفضل المواضيعافضل 10 اعضاء فى منتدىآخر المشاركات
    زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا Empty


     »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd.
    HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
    new notificatio by 9adq_ala7sas
    Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education