أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نشرت مجلة غوبال العربية المتميزة التي تصدر من الكويت هذا الموضوع المميز حول قصة غوغل من الألف إلى الياء، وما كان لنا نحن منتدى ماي إيجي إلا أن ننقل ما كتبته المجلة في محاولة لاصطياد عصفورين بحجر واحد، الأول نشر الموضوع والثاني تعريفكم بهذه المجلة المتميزة.
كان لاري بيج منذ صباه مبهورا بالمخترعين واختراعاتهم، وان كان يتساءل أحيانا كيف ان هؤلاء المخترعين رغم ما أحدثوه من ثورة في الحياة اليومية للبشر لم ينالوا حظهم من التقدير.
ويتندر البعض بالقول ان ارتباط لاري بالكمبيوتر وعلومه له «أسباب جينية» خاصة انه تفاعل وتعامل مع الكمبيوتر منذ الصغر، فوالده كارل الاستاذ بجامعة ميتشغان كان من أوائل من درسوا علوم الكمبيوتر كما ان والدته غلوريا التي كانت تعمل كمستشارة في أمور القواعد المعلوماتية تحمل درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر. وحسب وصف لاري فإنه لم يدفع الى هذا العالم ولم يتعرض لأي ارغام «إنني عشقت الكمبيوتر بالفعل.. وأصبحت أول تلميذ في مدرستي الابتدائية يسلم واجبه المنزلي مكتوبا بالكمبيوتر». وقد درس لاري الهندسة في جامعة ميتشغان بمدينة آن آربور، وخلال دراسته الجامعية اكتسب خبرة كبيرة - حسب وصفه - في التعامل مع الآخرين، وفنون القيادة من خلال الانشطة الطلابية ودورات تدريبية متخصصة. ثم جاءت خطوة التوجه الى الغرب الاميركي، ودراسة الدكتوراه في ستانفورد. وقد شاءت الاقدار ان تكون هذه الخطوة في منتصف التسعينات والتقى بشريكه سيرغي وحدث ما حدث. ولا ينسى لاري عند حديثه عن بداية انطلاقته ان يذكر بالخبر اساتذته الذين تحدوه علميا وشجعوه على قبول المخاطرة الفكرية من أجل التوصل الى استنتاجات جديدة في عالم الكمبيوتر، وعلم المعلومات. وجاءت «غوغل» تجسيدا لهذا التحدي وهذه المخاطرة.. «غوغل» المحرك البحثي الذي يستطيع ان يجد معلومة ما وسط كوم ضخم من المعلومات.
وتقدر ثروة بيج بـ 18.6 مليار دولار، وبالتالي يأتي في المرتبة 33 في قائة أغنى الاغنياء لمجلة فوربز بعد شريكه برين مباشرة.
***** سيرغي برين ******
أما شريكه ورفيق دربه سيـرغي فقد ولد في موسـكــو - روسيا، وبينما كان في السادسة من عمره هاجر سيرغي مع عائلته الى الولايات المتحدة. والده كان (ومايزال) عالما للرياضيات واستاذا جامعيا، أما والدته فهي متخصصة في مجال علم الرياضيات ايضا، وعملت في وكالة الفضاء الاميركية. ويرى سيرغي ان نجاحه مرتبط بنشأته في تلك العائلة، وتعرفه على الكمبيوتر منذ الصغر إذ تلقى جهاز كمبيوتر في عيد ميلاده التاسع هدية من والده، وبالتأكيد كان هذا الامر - خلافا لما هو الوضع حاليا - يعد أمرا نادرا في عقد الثمانينات من القرن الماضي. والاهم في حياة سيرغي انه نشأ وترعرع في أجواء زمان شهد اهتماما بتكنولوجيا المعلومات وقفزات مميزة في ذلك المجال.الطفل الآتي من روسيا تلقى تعليمه الاولي في مدرسة بولاية مريلاند، وايضا بالمنزل إذ حرص والده على تعليمه شخصيا علم الرياضيات واللغة الروسية.
وفي سبتمبر من عام 1990 بعد ان حصل على تعليمه للمرحلة الثانوية - أي ما قبل المرحلة الجامعية - التحق بجامعة مريلاند - كوليج بارك لدراسة الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، وحصل على درجة البكالوريوس في مايو 1993 بتقدير ممتاز ومشرف ليكمل دراسة الماجستير في ستانفورد بمنحة حصل عليها من المؤسسة القومية للعلوم. وبعد الحصول على الدرجة ثم اللقاء مع شريك انطلاقه في عالم الابتكار و«غوغل». وقد راودته في البداية فكرة الحصول على الدكتوراه إلا ان انشغاله ببيزنس «غوغل» أرجأ تلك الفكرة لأجل غير مسمى.
تقدر ثروة برين بـ 18.6 مليار دولار وصنفته مجلة فوربز بالرقم 32 في قائمة أغنى أغنياء العالم.
أصبحت اسما شهيرا تعرفه الأرض.. فهي الملاذ المفضل لعشاق البحث على الانترنت.. باتت في وضع يحسد عليه من قبل رجال المال والأعمال.. والفضل يعود إلى انطلاقتها الصاروخية التي لا تعرف التوقف.
لاري بيج.. وسيرغي برين.. في ثلاثينيات العمر يقفا وراء هذه الاسطورة.. ففي جامعة ستانفورد التي تقبع في وادي السيلكون مهد العالم التكنولوجي كان اللقاء.. وولدت غوغل.
من هما.. وكيف ولدت الفكرة.. ونمت.. وانطلقت إلى العالمية.. في هذه القصة من قصص النجاح المميزة.. فهيا نقرأ..
بداية ماذا يعني اسم Google؟.. هذا الاسم جاء نتيجة لتحريف مصطلح googole وهذا التعبير يدل في لغة الرياضيات إلى الرقم 1 متبوعا ً بمائة صفر.. ومع مرور الايام أصبحت Google «فعلا» وأضيفت إلى القواميس الانكليزية الشهيرة.. وأصبحت تعني استخدام محرك غوغل للبحث عن المعلومات من خلال الشبكة العنكبوتية.
***** الظاهرة وولادة الفكرة *****
على الرغم من أن سيرجي برين ولاري بيج لم ينسجما للوهلة الأولى عندما تقابلا في جامعة ستانفورد إلا أنهما يشتركان في نفس الاهتمامات والطموحات إضافة إلى المهارات التي تكمل كل منهما الآخر.. فسيرجي صاحب الصوت العالي والمنطلق الراغب في أن يكون داخل دائرة الضوء ومحور اهتمام من قبل الآخرين.. يقابله هدوء لاري المتأمل قليل الكلام.
في عام 1995 وفي احد إجازات الاسبوع كان سيرجي يتمشى مع مجموعة من الشبان عندما التقى لاري وحينها دارت نقاشات عدة تباعدت فيها الآراء ووجهات النظر.. وجاءت الفكرة التي وحدتهما.. والتي تعد تحد كبير من أكبر التحديات في مجال الكمبيوتر في ذلك الوقت.. وهي استرجاع البيانات المرتبطة من بين كم هائل من البيانات.
وكانت البداية بإنشاء ماكينة بحث بدائية اسمها backrup شكلت نواة لحل مشكلة البحث على الانترنت،حيث تم تطويرها في وقت لاحق مع أستاذهما بالجامعة رجيف موتواني الذي تبنى سيرجي منذ وصوله لستانفورد.
وبعد عام بدأت هذه الفكرة بنيل الاعجاب وبدأت فكرة البحث الجديدة تشتهر في حرم الجامعة. استمر التطوير على هذه الماكينة التي تعتمد على العلاقة بين المواقع لا على عدد مرات ورود كلمة البحث ومشتقاتها فيها.. وكانت تتميز بالسرعة في ذلك الوقت.
ولما كان المال اللازم غير متوفر فلقد استخدم لاري وسيرجي الكمبيوترات القديمة ووضعوها في غرفة لاري في السكن الجامعي.
ولاحقا فقد حاولا بيع المشروع لألتا فيستا وياهو واكسايت وغيرها.. أولئك كانوا لا يهتمون بتقديم خدمات جيدة للبحث حيث كان همهم الوحيد بيع أكبر عدد من الاعلانات لتحقيق أكبر ربح بسرعة.. ومن هنا كان من الطبيعي أن ترفض ياهو شراء هذا المشروع لأنه كان يحقق نتائج البحث بسرعة فائقة وهو ما كانت تتجنبه ياهو على موقعها الذي يهدف لابقاء متصفحي النت أطول وقت ممكن على الموقع.. غير أن ديفيد فويل مؤسس ياهو نصحهم بإنشاء شركة خاصة تتلاءم وطبيعة ماكينة البحث وقال لهم : عندما يكتمل هذا المشروع ويصبح جاهزا ً للعمل.. دعونا نتكلم مرة أخرى».
وبعد أن اكتشفا أن لا فائدة من اقناع الشركات التي كانت تتربع على عرش الانترنت حينها بجدوى الشراء.. قررا النجاح في إنماء هذه البذرة.
في اغسطس من عام 1998 تقابل سيرجي ولاري مع آندي بكتشليم أحد عباقرة الكمبيوتر وأحد المستثمرين الذين دعموا مؤسسة سيسكو لأجهزة الاتصالات وأحد مؤسسي شركة سن مايكرو سيستم.. بكتشليم المعروف بروح المغامرة كانت تكفيه نظرة واحدة على هذه البذرة فأيقن أن لغوغل فرصة كبيرة للنجاح بل والكثير منه.. حتى أنه قاطع شرح سيرجي المستفيض عن المشروع.. وقال لهما : بدل أن نناقش كل هذه التفاصيل.. لماذا لا أكتب لكما شيكا بمبلغ 100 ألف دولار ؟.. وفعلا تمت كتابة الشيك بهذا المبلغ باسم شركة غوغل المحدودة. هذا الشيك تسبب بمشكلة صغيرة.. حيث لم يكن هنالك حينها ذلك الكيان التجاري ( غوغل المحدودة ) لهذا لم يستطيعا صرف هذا الشيك وبقي لمدة أسبوعين في درج المكتب.. وحينها بدأ لاري وسيرجي تحركاتهما لتأسيس هذا الكيان حيث كان من الضروري أن يكون رأس مالها مليون دولار.. فقاما بالبحث عن مساهمين من العائلة والاصدقاء والمعارف وبعد جهد كبير استطاعا جمع المبلغ التأسيسي.
سبتمبر 1998 افتتحت شركة غوغل مكتبها في منتزه مينلو في كاليفورنيا.. وتحديدا في مرآب السيارات الذي استأجراه من صديق لهما.. الباب كان مزودا بريموت كنترول.. وكان في المكتب أيضا غسالة ومجفف وحمام بخار.. وموقف لسيارة أول موظف في الشركة كريج سيلفرتين والذي يتبوأ حاليا منصب مدير التقنية في الشركة.
في تلك الفترة كانت لا تزال غوغل موقعا تجريبيا.. وكانت تجيب على 10000 بحث يوميا.. وبدأت الصحافة بملاحظة الشركة الجديدة وموقعها التجريبي وبدأت تلمس الفرق في محرك البحث الجديد.. وكتبت مقالات عنهم في (USA TODAY) و (Le Monde) وفي شهر ديسمبر أضافت مجلة (PC Magazine) موقع غوغل واحد من أفضل مائة محرك بحث لديها لعام 1998, ومن هنا كانت بداية صعود غوغل.
*****على الطريق من جديد*****
نمت غوغل بسرعة وخرجت عن حدود مدينة مينلو البيت الأول لها، وفي شهر فبراير 1999 انتقلت الشركة إلى مكتب جديد على طريق الجامعة في التو بالو(Palo Alto) بثمانية موظفين، ليتضاعف بعدها هذا العدد ثلاث مرات تقريباً, وأصبحت غوغل تجيب على أكثر من نصف مليون بحث في اليوم.
ومع نمو الشركة بدأ اهتمام الشركات في خدمة غوغل ينمو أيضا، وكانت شركة رد هات (Red Hat) وقعت مع غوغل كأول زبون باحث تجاري لغوغل , ومع الوقت سحبت غوغل جزئياً الالتزام باستخدام نظام لينكس على سيرفراتها.
في 7 يونيو أعلنت غوغل بأنها ضمنت تمويل بمبلغ 25 مليون دولار من شركتين في مدينة وادي السيلكون وهما(Sequoia Capital) و(Kleiner Perkins Caufield & Byers) وعلى الرغم من التنافس الشديد بينهما إلا أن هذا الامر لم يمنعهما من الاجتماع في الاستثمار الجديد، وهذا الاتفاق في وجهة النظر بين الشركتين أدى إلى الولادة الحقيقة لغوغل، و أخذت كلتا الشركتين مقاعد في مجلس الإدارة.
مايك موريس من (Sequoia Capital) و جون دويرر من (Kleiner Perkins) وغيرهم ممن ساعدوا في نمو شركات مثل: (Sun Microsytems, Intuit, Amazon,، Yahoo) وانضم إليهم رام شراما المدير التنفيذي لشركة (Junglee).
زحام الموظفين جعل غوغل تقرر الانتقال إلى غوغل بليكس (Googleplex) مقرها الحالي في كاليفورنيا. واستمر نموها وجذبت المزيد من الموظفين والزبائن والمزيد من المستعملين والصحافة.
«ايه او ال» نتسكيب (AOL/Netscape) اختارت غوغل كمحرك بحث يخدمها ويساعدها في تلبية ثلاث ملايين بحث في اليوم، وبكل وضوح تطورت غوغل، ذلك المشروع الجامعي أصبح الآن شركة حقيقة تقدم خدمات مميزة.
وفي 21 سبتمبر 1999 اختفت كلمة بيتا من موقع غوغل واستمرت في التوسع، مع اشتراك البوابة الايطالية فيرجيليو (Virgilio) كزبون, واشتراك شبكة فيرجن نت (Virgin Net) دليل الترفيه للمملكة المتحدة.
سيل الاعتراف بتقنية غوغل استمر وتوج بجائزة براعة تقنية للإبداع في تطوير تطبيقات الويب من مجلة بي سي (PC Magazine) وإدراج غوغل في أفضل القوائم العالمية وتوج بظهورها في قائمة أفضل عشرة سايبر تيك (Top Ten Best Cybertech) من مجلة تايم (Time magazine’s) في عام 1999 جذبت غوغل العديد من المستخدمين في وقت قياسي, وأصبحت شعبية غوغل واسعة وأكسبتها جائزة ويبي (Webby Award) وجائزة (People’s Voice Award for technical achievement) في شهر مايو 2000.
وفي الشهر الذي تلاه أصبحت غوغل رسميا محرك البحث الأول في العالم بتوفيرها بليون صفحة انترنت قابلة للبحث.
اتبعت غوغل الحذر في إدارتها, ورفضت تمويلات جديدة من الشركات لعدم حاجتها لذلك بعد هذا النهوض. واستمر تسجيل المزيد من المواقع لخدمة غوغل، وبانطلاق خدمة الإعلانات استطاعت أن توجد مصدر دخل جديد عزز نمواها.
***** غوغل وياهو *****
في يونيو 2000 وقعت غوغل وياهو اتفاق شراكة فيما بينهما زادتها قوة وصلابة، وهذا كان بسبب تقنية غوغل القوية و عدد الاستفسارات التي وصلت إلى 18 مليون بحث في اليوم.
صفقاتها انتشرت في كل الاتجاهات.. ولتمديد انتشار خدمة الإعلانات قدمت غوغل خدمة جديدة تسمى (Google AdWords) لأصحاب الشركات الصغيرة التي تستطيع تفعيل اشتراكها من خلال الدفع الالكتروني ببطاقة الائتمان ويتم بعدها التفعيل خلال دقائق.
ولتساعد المستخدمين على تسهيل عملية البحث قدمت شريط البحث (Google Toolbar) حيث يمكن المستخدمين من البحث دون زيارة موقع غوغل, واكتسب هذا الشريط شعبية كبيرة وحمله الملايين. وفي نهاية عام 2000 وصل عدد عملية البحث إلى 100 مليون عملية، واستمرت غوغل في البحث عن طرق جديدة تساعد الراغبين على البحث عن أي شي.. وكل شي..و في أي مكان لتلبي الحاجة اللانهائية للمعلومات.
***** المزيد من الانتشار والإبداع 2001 *****
استمرت غوغل في عقد الشركات مع شركات الانترنت، ووقعت مع (Lycos) الكورية التي جلبت المزيد من المستخدمين من آسيا, واتفاق آخر مع (Universo Online (UOL التي جعلت من غوغل محرك البحث الأول في أمريكا اللاتينية، ومع انتشارها العالمي جعلها تفتح فروع في طوكيو وهامبورغ لإرضاء الاهتمام العالمي في خدمة الإعلانات.
استمرت غوغل في جذب مستخدمين جدد ولذلك وفرت البحث بالغة العربية والتركية و 26 لغة أخرى. رغم هذا التفوق الا أن تطوير محرك البحث وإضافة أنواع جديدة من الملفات للبحث لا يزال مستمرا.
***** في صندوق اصفر *****
نجحت غوغل في التخطيط لتجعل من نفسها أفضل محرك بحث يختاره المرء، واستمرت برامج غوغل الآلية (Googlebot) في الغوص في أعماق الانترنت لإنعاش وتوسيع دليلها بجلب المزيد من المعلومات لترتبها وتضيفها إلى سيرفراتها، لكن كان على البرامج أن ترجع بالمعلومات إلى سيرفرات غوغل، في الوقت الذي كان فيه المستخدمين ومدراء تقنية المعلومات والمدراء التنفيذيين يتمنون أن يجلبوا تقنية البحث إلى مكاتبهم.
وفي فبراير 2002 حققت غوغل أمنية مستخدميها بعرض صندوق اصفر (plug-and-play) يقوم بعملية البحث وتخزينها على أجهزتهم، وخلال فترة قصيرة انتشر هذا الصندوق في شبكات شركات الانترنت و موقع التجارة الالكترونية و شبكات الجامعات. عندما بدأت غوغل العمل قامت بتوظيف 600 خبير وعالم رياضيات ليعملوا على مدار الساعة على تطوير المعادلات الرياضية المستخدمة في البحث على الإنترنت وبالتالي رفع فعالية استخدام المحرك، واليوم لا توظف غوغل إلا خريجي الجامعات الكبرى ولأنها تعتمد على الموظفين اعتماداً كلياً في استمرار تقدمها على منافسيها، أولت غوغل راحة الموظفين وتلبية احتياجاتهم أهمية قصوى تصدرت مؤخراً الدراسة التي قامت بها مجلة «فورتشن» الأميركية حول أفضل مئة شركة للعمل فيها وحصلت على المركز الأول بلا منازع.
***** الشركة بيتك *****
ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مختلف أنواع المأكولات للموظفين «مجاناً» وطوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم والمقاهي في عين الاعتبار الموظفين النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل العضوي والذين يتبعون حمية معينة، لذلك يجد الموظف في هذه المطاعم جميع ما يشتهي ويرغب من مأكولات.
وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية يرتادها الموظفون بين الفينة والأخرى، ففي غوغل لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت، كما تقدم غوغل خدمات الغسيل والكوي مجاناً للموظفين، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية كالمندرين واليابانية والإسبانية والفرنسية، وذهبت غوغل إلى أبعد من ذلك، فوفرت مكتباً يقدم خدمات شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته في أحد مطاعم المدينة... كل هذا مجاناً.
وفي غوغل يولي المسؤولون صحة الأفراد الشخصية أهمية بالغة، فهناك عيادات طبية متوفرة للموظفين مجاناً، وهناك دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر، كما قامت الشركة بتزويد الحافلات التي تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة، وهي فكرة أتت بها إحدى الموظفات التي استغربت من ردة فعل المسؤولين الذين ما إن سمعوا بالفكرة حتى طبقوها دون نقاش أو دراسة، وهو أمر لم تعهده هذه الموظفة في الشركات التي عملت بها من قبل.
وحتى يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة أشبه ببيوتهم، فإن غوغل تسمح لهم باصطحاب كلابهم إلى العمل بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها، فشكوى واحدة كفيلة بترحيل ال*** إلى البيت ولكن دون المساس بالموظف أو بحقوقه في الشركة. وكجزء من مشاركتها واهتماما بالحفاظ على البيئة فإن غوغل تقدم مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل بالطاقة البديلة.
وفي غوغل إذا قام موظف ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة قيمتها ألفا دولار، وكمبادرة لطيفة من الشركة فإنها تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمئة دولار عند خروج طفله من المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته الأولية دون قلق.
وفي غوغل ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم «البيجاما»، وهو أمر غير مستغرب من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذي جهز بغرفة خاصة لذلك بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.
وأجمل ما في غوغل هو تكريم المتميزين والمبدعين، فكل من يأتي بفكرة قابلة للتطبيق يمنح مبلغاً مالياً ضخماً وعددا كبيراً من أسهم الشركة التي تشتهر بالربحية العالية في وول ستريت، فقبل سنة قامت موظفة تبلغ من العمر 27 عاماً بتطوير برنامج يخول متصفح غوغل البحث في ملفات الكمبيوتر الشخصي للمتصفح، وبعد أن تم تطبيق الفكرة كرمت الموظفة في حفل بهيج ومنحت مليون دولار مكافأة لها على فكرتها المتميزة، وفي ردة فعل قالت الموظفة لوسائل الإعلام إنها تعدهم بأنها لن تعمل في شركة أخرى غير غوغل.
يقول أحد المسؤولين في غوغل بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في المساء والذهاب إلى بيوتهم، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر، وبالرغم من أن هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية طائلة كاستخدام الكهرباء والمأكولات وغيرها، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف على هذه الجوانب فراحة موظفيها هي أهم شيء بالنسبة لها.
في مقابلة مع بعض موظفي غوغل قالت إحدى الموظفات:» حتى لو لم تدفع لي غوغل راتباً شهرياً فإنني سأظل أعمل فيها.
بدأت غوغل قبل تسعة سنوات تقريباً بتمويل قيمته مليون دولار، واليوم تفوق قيمة غوغل السوقية 150 مليار دولار، وهي على الرغم من ذلك لازالت تعمل بنفس الروح والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها قبل تسع سنوات، حتى أصبح مشاهير العالم كرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2006 محمد يونس وغيرهم يفدون على حرم الشركة ليتزودوا بالطاقة الإنسانية التي تنبع من موظفي غوغل الشغوفين بالإبداع والابتكار