دعني ألعب بالنار
وأنا طفلة بريئة ألهو على ضفاف الأنهار
كنت أخشى دائما أن ألعب بالنار
وذات يوم
أسقطت شجرتي بعض الثمار
فأدركت حينها أنني لم أعد طفلة تهاب النار
فعزمت الرحيل
في ليالي الشتاء الطويل
بحثا عن ذاك الحبيب
الذي وعدتني به السماء
وبارزتني عليه حسناوات النساء
وأنا أحمل معي شوقا يهد الجبال
وحبا تسجد له أمواج البحار
فدعني حبيبي
أهيم في دروب الصحراء
أرقص على نغمات الألم
حتى أسكر على خمر اللقاء
فآه لو تدري
أن الإحتضار بين ذراعيك لا يكفي
والدماء في العروق تأبى أن تسري
إلا إذا إمتلكت كل جزء مني
ونزعت الروح عني
لبيك يا رجلا ملكته أمري
ووهبته خزائن قلبي
وهديته تاج الوفاء
والجسد الذي يا كان زينة عرشي
يا رجلا
اخترته من بين الرجال مولاي وسيدي
فدعوني يا خلاني
أمضي في تمني
لعل شوقه إلي ينصفي
هاهو صوت الحبيب يناديني من بعيد
فلا السوافي تثنيني عن المسير
ولا عويل الذئاب يستوقف القلب الكسير
فكيف تخدعني البيداء؟
وتغمر القلب بالخيال الغمير
والشوق يسقيها في الليالي الجرداء
بالدمع المنير
وتلك النخلة المسترخية في العثمة
كانت الملاذ لقلبين حبيبين في الصبا النظير
وجلسنا في ظلها نتناجى بهوى فاض عن حب بريء
وشربنا من كأس العشق حتى ارتوينا
والحياة منه تسيل
فهل تكفيني منك الذكرى؟
فينتحر الوعد ويصلب القلب الأسير
مالي عنك حبيبي عذرا منيعا
ولا لدائك حكيم
انتظرني
وإن لمحت صقرا في الأعالي
يقاوم صفير الريح
فأعلم أني ضللت المسير
وطفت بالأطلال المهجورة أبكي
وعلى إصراري وعزمي قبضة لهيب
استوت في عمقها حبات جرحي
وفي الروح ألم يؤجج اللهب في دمي
ولا تيأس
سأعصر من لهب العيون نورا
وأصيح في الفيافي:
بإسم الرب الذي بارك حبنا في السر والعلن
بإسم الحياة التي وهبتني بصيص الأمل
بإسمك حبيبي سأقتل ذاك الألم
وأعلم أن هندا لا تخلف القسم.
هند نصري